ما تراه هنا هو شبيه بخزاىن الفضول.اشياؤها تشهد على عالم متحول. ووضعها هنا هو تقديس لها وخوف عليها. فمن خلالها نحاول فهم اللغة الخفية التي وضعها بها الله. هي كذلك طريقة أخرى نسكن بها هذا العالم. وهي أيضا الكائنات التي تعيش معي.النباتات و العصافير التي تأتي إلى شرفتي كل صباح وهي ايضا ما بقي من صور رسخت في ذاكرتي…” ألم تر” تدعوك للتأمل. للادراك يعين محبة مليئة بالفضول والشغف. خطوط تغطي خطوطاً ووجوها وطيور تغطي أشكالا و نباتات و كاءنات أخرى..هي تدعوك لرؤية طبيعة أخرى ممكنة.متى سأرى الحياة كما يراها زوربا اليوناني?فهو شخصية تجعلك تحب الحياة و تحب الكون بجميع تفاصيله فتشعر أنك حر في ترتيبك لاشياءه وخفاياه و أجزائه و حتى في رؤيتك لجزىياته . ترى الحياة فقط بقلبك. هو “شئ يحدث في العمق دون ضوضاء، فتخلق الحياة في ذلك الهدوء العظيم. يذكرك بأنك في الأصل حر و نقي. يذكرك بأن لديك أفق وبأنه واسع رغم ما تراه من سواد وأنه مزهر رغم ما تراه من رماد. فتحب فجأة كل ما تراه..هو يسخر من الذي يرى الحياة و لا يحياها. رغباته نفسها هي رغباتنا ولكنه يحققها بينما نحن نؤجلها. هو يعصف بطمانينتنا الكاذبة.يدهشك ويضعك أمام نفسك في مواجهة قدرك..تنكشف لك الدنيا فجأة بأسرارها و أساطير ها . تتساءل عن يقينياتك كلها. تتذكر أنه كان لك في الأصل علاقة بالشجر و العشب والنمل تتذكر أن لحمك جزء من لحم العالم. تتذكر أنك لست وحيدا في هذا الكون و أنك في الأصل فيلسوف طبيعي تتساءل عن الله ، تحبه في شجرة تزهر فجأة حين تسمع كلمات الحب. هو يلهم العالم طقوس النشوة . ” هو رأى الدنيا بعين مغمضة وقلب مفتوح
نسرين الأمين
نص سامي من ” زوربا اليوناني” لنيكوس كازنتزاكي